-->
توجيهات تربوية

جديد

توجيهات تربوية
توجيهات تربوية
جاري التحميل ...
توجيهات تربوية

بحث مميز حول حركة عدم الانحياز

 حركة عدم الانحياز
  • تـمـهـيــد
  • ظـروف و أسـبـاب نـشـأة حركة عدم الانحياز
  • الـمـوضـوع الأسـاسـي الـثـالـث الـذي نـاقـشـه مـؤتـمـر حركة عدم الانحياز
  • مـبـادئـهـا و أهـدافـهـا
تـمـهـيــد :

لـقـد انـتـشـرت مـوجـة الـتـحـرر فـي دول الـعـالـم الـثـالـث بـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة مـبـاشـرة، حـيـث اسـتـقـلـت بـعـض الـشـعـوب مـثـل سـوريـا، لـبـنـان، الـهـنـد، الـبـاكـسـتـان والـحـبـشـة ... إلـخ. لـكـن أغـلـبـيـة الـشـعـوب بـقـيـت تـتـطـلـع إلـى الـتـحـرر مـن أجـل أخـذ الإسـتـقـلال الـسـيـاسـي. كـمـا اسـتـفـادت هـذه الـشـعـوب مـن وجـود مـنـظـمـة الأمـم الـمـتـحـدة، كـذلـك خـروج الـدول الإسـتـعـمـاريـة ضـعـيـفـة مـن جـراء مـا خـلـفـتـه الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة فـي الـمـيـاديـن الإقـتـصـاديـة،  الإجـتـمـاعـيـة والـسـيـاسـيـة، وكـذا وجـود الـصـراع الإيـديـولـوجـي بـيـن الـمـعـسـكـريـن فـي إطـار ( الـحـرب الـبـاردة ). هـذه الـظـروف الـدولـيـة أتـاحـت الـفـرصـة لـلـدول الـمـسـتـقـلـة آنـذاك لـلـتـضـامـن فـيـمـا بـيـنـهـا لـمـسـاعـدة حـركـات الـتـحـريـر الـوطـنـيـة، ومـحـاربـة الإسـتـعـمـار والـتـكـتـل بـجـمـيـع أشـكـالـه، مـبـرزة ذلـك فـي ( فـكـرة الـتـضـامـن الآسـيـوي الإفـريـقـي ) فـي مـؤتـمـر "بـانـدونـغ" أفـريـل 1955 بـجـزيـرة "جـاوا " بـأنـدونـوسـيـا، ووضـع الـمـبـادئ الأولـى لـمـيـلاد ( حـركـة عـدم الانـحـيـاز ) كـكـتـلـة لـهـا وزنـهـا الـسـيـاسـي والإقـتـصـادي فـي الـعـالـم.


ظـروف و أسـبـاب نـشـأة الـحـركـة :

أخـي الـدارس :
أعـقـبـت الـفـتـرة الـتـي تـلـت الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، بـروز الـصـراع الـعـالـمـي بـشـكـل جـديـد، حـيـن تـخـلـت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة عـن سـيـاسـة الـعـزلـة وتـبـنـيـهـا لـسـيـاسـة الـحـفـاظ علـى الـنـظـام الـرأسـمـالـي بـواسـطـة الـمـشـاريـع الاقـتـصـاديـة "كـمـشـروع مـارشـال 1947" والـهـيـمـنـة الـعـسـكـريـة وسـيـاسـة الأحـلاف (الـحـلـف الأطـلـسـي 1949) وكـذا سـيـاسـة (سـد الـفـراغ) كـان رد فـعـل الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي عـلـى دعـم الأنـظـمـة الإشـتـراكـيـة ومـقـاومـة الـتـغـلـغـل الأمـريـكـي فـي قـارة أوربـا. و رد الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي عـلـى الـمـشـاريـع الإقـتـصـاديـة والأحـلاف الـعـسـكـريـة بـمـثـلـهـا، فـي تـلـك الـقـارة الـتـي اخـتـلـت مـوازيـن الـقـوى بـهـا، نـتـيـجـة لـظـروف الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
فـي ظـل هـذه الـظـروف نـالـت كـثـيـر مـن دول الـعـالـم الـثـالـث اسـتـقـلالـهـا الـسـيـاسـي، فـي وقـت كـان فـيـه الـصـراع عـلـى أشـده بـيـن الـمـعـسـكـريـن فـي إطـار (الـحـرب الـبـاردة). كـمـا وجـدت أمـامـهـا مـشـاكـل لا حـدود لـهـا فـي شـتـى الـمـيـاديـن، كـان أخـطـر هـذه الـمـشـاكـل مـشـكـل الـتـبـعـيـة الإقـتـصـاديـة، وتـحـول هـذه الـمـنـاطـق إلـى مـنـاطـق نـفـوذ واسـتـثـمـار الأمـوال عـن طـريـق الـشـركـات الإحـتـكـاريـة، فـي مـحـاولـة اسـتـغـلال مـوارد بـلـدان الـعـالـم الـثـالـث الإقـتـصـاديـة، وابـعـادهـا عـن مـشـاكـلـهـا الـتـي تـحـتـاج إلـى الإسـتـقـرار بـعـيـدة عـن الـتـكـتـل والـهـيـمـنـة الإقـتـصـاديـة والحـلاف الـعـسـكـريـة.
فـي ظـل هـذه الـظـروف بـرزت فـكـرة الـتـضـامـن الأفـرو آسـيـوي فـي مـؤتـمـر "بـانـدونـغ" أفـريـل 1955 ، بـأنـدونـسـيـا. حـضـر الـمـؤتـمـر ألـفـان ( 2000 ) مـن الـمـنـدوبـيـن والـمـدعـويـن يـمـثـلـون ( 23 ) ثـلاثـا وعـشـريـن دولـة آسـيـويـة وسـت ( 6 ) دول إفـريـقـيـة.
كـمـا حـضـر هـذا الـمـؤتـمـر عـدد لا بـأس بـه مـن الـزعـمـاء الـذيـن سـاهـمـوا بـنـصـيـب بـارز فـي مـنـاقـشـات الـمـؤتـمـر وقـراراتـه الـسـيـاسـيـة نـذكـر مـن بـيـنـهـم : جـمـال عـبـد الـنـاصـر "مـصـر"نـهـرو" الـهـنـد "شـوان لاى" الـصـيـن الـشـعـبـيـة " تـيـتـو " يـوغـسـلافـيـا " سـوكـارنـو " أنـدنـوسـيـا " ألـقـى (أحـمـد سـوكـارنـو) رئـيـس جـمـهـوريـة أنـدونـوسـيـا خـطـبـة الافـتـتـاح فـقـال : "الـحـقـد الـمـشـتـرك عـلـى الإسـتـعـمـار شـكـل الـمـوضـوع الـرئـيـسـي لـلـمـؤتـمـر بـالـرغـم مـن أن الـمـؤتـمـريـن لـم يـكـن لـهـم تـصـور واحـد عـن الإسـتـعـمـار فـي ذلـك الـوقـت ".

الـمـوضـوع الأسـاسـي الـثـالـث الـذي نـاقـشـه المـؤتـمـر هـو :
( عـدم الإنـحـيـاز ) الـذي شـغـل فـكـر الـمـؤتـمـر بـيـن مـنـحـازيـن إلـى الـغـرب ومـنـحـازيـن إلـى الـشـرق. وغـيـر مـنـحـازيـن إلـى أن أعـلـن ( نـهـرو ) حـيـث قـال : "أي حـضـارة لـم تـعـتـرف لأمـة إفـريـقـيـة أو آسـيـويـة تـنـحـاز إلـى هـذا الـجـانـب أو ذلـك ".
قـال مـمـثـل الـوفـد الـسـوري : " نـحـن نـشـكـل الـقـارتـيـن الأكـبـر، لـنـا أكـبـر احـتـيـاطـي مـن الـيـد الـعـامـلـة، أكـبـر احـتـيـاطـي مـن الـمـواد الـخـام، أكـبـر احـتـيـاطـي مـن الـطـاقـة، نـمـلـك كـل الـقـواعـد لـكـل الـمـنـاطـق الإسـتـراتـيـجـيــة، وإذا كـنـا جـمـيـعـا نـمـلـك الإرادة الـقـويـة والـجـمـاعـيـة، لـن تـحـدث أي حـرب اسـتـراتـيـجـيـة بـدون مـشـاركـتـنـا".
عـرض الـرئـيـس الـمـصـري : (جـمـال عـبـد الـنـاصـر) قـرارا نـدد فـيـه بـطـرد الـلاجـئـيـن الـعـرب مـن فـلـسـطـيـن، وطـالـب بـعـودتـهـم إلـى وطـنـهـم وأيـده ( شـوان لاي ) فـي مـطـالـبـه وقـراره هـذا.
اسـتـشـهـدنـا بـهـذه الأقـوال، وذلـك نـظـرا لأهـمـيـتـهـا ومـغـزاهـا الـبـعـيـد. ولـمـا أسـفـرت عـنـه قـرارات ونـتـائـج الـمـؤتـمـر الـتـي تـلـخـصـهـا لـك فـيـمـا يـلـي :
- الـتـأكـيـد عـلـى الـتـضـامـن وضـرورة الاتـحـاد بـيـن آسـيـا وإفـريـقـيـة.
- اسـتـنـكـر الـمـؤتـمـر بـالإجـمـاع الاسـتـعـمـار والـعـنـصـريـة.
- أكـد عـلـى الـمـسـاواة بـيـن الـعـنـاصـر الإنـسـانـيـة والـعـروق الـبـشـريـة.
- عـبـر عـن الـمـبـادئ الأسـاسـيـة الـتـي تـقـتـضـي كـل سـيـاسـة اسـتـقـلالـيـة فـي الـمـجـال الاقـتـصـادي لـوضـع حـد لـلـسـيـطـرة والـتـفـوق الـمـزعـوم.
- كـمـا نـص عـلـى الـتـعـاون الاقـتـصـادي بـيـن الـدول الآسـيـويـة والإفـريـقـيـة فـي كـل مـا يـتـصـل بـالـمـسـاعـدة الـتـقـنـيـة والـمـالـيـة والـتـشـجـيـع عـلـى إنـشـاء صـنـاعـات وطـنـيـة لـتـحـويـل الـخـامـات والـمـواد الأولـيـة.
- رفـض الـتـحـالـف مـع أحـد الـمـعـسـكـريـن.
- الـتـأكـيـد عـلـى انـتـهـاج سـيـاسـة مـسـتـقـلـة.
ومـهـمـا يـكـن فـإن ( مـؤتـمـر بـانـدونـغ ) كـان تـجـربـة جـديـدة عـلـمـت بـلـدان الـعـالـم الـثـالـث كـيـفـيـة الـتـكـتـل لـمـواجـهـة مـشـاكـلـهـا بـمـعـزل عـن تـأثـيـر الـقـوى الـكـبـرى فـي الـعـالـم.


مـبـادئـهـا و أهـدافـهـا :

أخـي الـدارس : 
لـقـد وضـعـت الأسـس الأولـى لـمـبـادئ الـحـركـة فـي ( مـؤتـمـر بـانـدونـغ ) أفـريـل 1955 وتـجـسـدت فـي (مـؤتـمـر بـلـغـراد) مـن 1 إلـى 6 سـبـتـمـبـر1961. وهـذه الـمـبـادئ هـي :
- احـتـرام حقـوق الإنـسـان في إطـار ميـثاق الأمـم المـتـحـدة.
- احـتـرام سـيـادة الأمـم وسـلامـة أراضـيـهـا.
- الـمـسـاواة بـيـن جـمـيـع الأجـنـاس والأمـم.
- عـدم الـتـدخـل فـي الـشـؤون الـداخـلـيـة لأي بـلـد.
- احـتـرام حـق كـل أمـة فـي الـدفـاع فـرديـا أو جـمـاعـيـا.
- مـنـع اسـتـخـدام الأحـلاف الـعـسـكـريـة.
- عـدم اسـتـخـدام الـعـنـف ضـد الـسـلامـة الإقـلـيـمـيـة أو الاسـتـقـلال الـسـيـاسـي لأي بـلـد.
- تـسـويـة الـخـلافـات الـدولـيـة بـالـطـرق الـدبـلـومـاسـيـة (الـمـفـاوضـات) أوالـتـسـويـة الـقـضـائـيـة.
- تـنـمـيـة الـمـصـالـح الـمـتـبـادلـة والـتـعـاون.
- احـتـرام الـعـدالـة والالـتـزامـات الـدولـيـة.
ويـلاحـظ مـن خـلال مـبـادئـهـا مـدى الـتـجـاوب مـع إرادة دول الـعـالـم الـثـالـث الـتـي تـرغـب فـي عـدم الـمـيـل إلـى كـتـلـة عـلـى حـسـاب الأخـرى، فـهـي تـرغـب فـي عـالـم تـسـوده الأخـوة والـسـلام والـمـنـافـع الـمـشـتـركـة بـعـيـدة عـن الـتـبـعـيـة والـصـراع الـدولـي. وأمـا الـنـقـاط الـثـلاثـة الـتـي درسـت فـي (مـؤتـمـر بـلـغـراد) فـمـا هـي إلا دلـيـل عـلـى إيـمـان هـذه الحـركـة بـوحـدة الـمـصـيـر الـمـشـتـرك وهـذه الـنـقـاط هـي :
- الـمـطـالـبـة بـاسـتـقـلال لـكـل الـشـعـوب الـمـسـتـعـمـرة.
- الـكـفـاح ضـد الإمـبـريـالـيـة.
- رفـض الـتـعـاون مـع أحـد الـمـعـسـكـريـن.
كـمـا تـبـيـن لـنـا هـذه الـمـبـادئ الأهـداف الـتـي تـصـبـو إلـيـهـا ( حـركـة عـدم الانـحـيـاز ) والـمـتـمـثـلـة فـي رفـض الـصـراع الـعـالـمـي والاسـتـعـمـار الـجـديـد بـجـمـيـع أشـكـالـه.

التعليقات

';


جميع الحقوق محفوظة © لموقع التعليم الجزائري للأستاذة عقيلة طايبي ☑️ www.ecoledz.net